الموجز الاخباري لصحيفة وقع الحدث تابعنا من هنا

كتاب الرأي

حروف مبعثرة ..!!

 

ما أجمل هجعت الليل لعشاقها ، أنت واحدا منهم عندما تتخذا ركنا قصيا تسامر النجوم مع القمر تنظر في حالك يلفك نسيم هواء بارد لا تستطيع أن تحدد من أي الجهات الأربع أتاك ..

لآنك وقتها جاوزت مرحلة التعايش مع المكان الى مرحلة أبلغ وأسمى..

لقد خدعتك الأوهام أن أعطيت مشاعرك جواز ترقيتها من تلك المرحلة الى محاولة التلذذ بكل ثانية تمر عليك في هذا المكان الذي ساقتك اليه رغبتك والاقدار قبل كل شيء..

وأنت سارح الفكر شارد الذهن .. تلقي نظرك على رصيف الذكريات الممتد على مساحة الأمل بأن شيء مع الأيام قد يتحقق خاصة وقد خضت محاولات عدة ولا زال هناك بعض الآمال في رفوف الأولية .. ما إن تهم أن تنهيه حتى يعترضك عارض أقوى من أمانيك  ..

لا ألومك فهم كذلك السمار في مسامرهم يأملون ويلتذون ونظراتهم الى أفق السماء البعيد وبخاصة عندما يستلقي المثقل بتلك  ( الآماني ) الشاردة مع ساعات الأيام ودقائقها على ظهره واضعا كفيه تحت هامته ينظر بين النجوم السابحة في الفضاء علّه يجد طريقا يسلكه لتمرير بعض من تلك الأماني التي تحتضنها تلك الرفوف في ذاكرة الزمن  ..

هم أولئك الفئة من السّمار .. لا تلمهم .. فهذه هي الحياة التي يرون أن فيها الخلاص او التخفيف عن ما يحملوه من آمال وتطلعات .. ينسجون بين ذرات الغمام توقعات وافتراضات عسى ان يتحقق شيء منها ..

تمر الساعات التي قضيتها بين هذا وذاك .. تلك وهذه .. وفي لمحة الطرف تنظر لساعة معصمك فتعلم أن هزع الليل الأخير قارب على الرحيل ..ولم يبق إلا انبلاق الفجر وأنت لم تزل مثلما أتيت فيما بين ( ( حانا … ومانا )) 

تهب مسرعا .. تلملم ما بقي من شتات الأفكار .. وبعض مقتنياتك التي كانت حاظرة معك ليلة زفاف الأحلام .. تطويها جميعا تحت ابطك تقف متثاقل الخطى .. تقصد مركبتك بإتجاه مسكنك ..

تصل اليه ورأسك مصدوع بما لم يحتمله من الأفكار والاماني والتأويلات .. تدير مفتاح باب منزلك تستلقي بحمل جسمك كله وكليلة على فراش نومك .. تسحب أقرب وساده تضعها تحت رأسك .. لتفيق في صباح اليوم الثاني على موعد جديد مع أحلام متغيرة واماني متقلبه..

لذلك فقد قال احد الشعراء ..  دع الآقدار تجري في اعنتها

                                          ولا تنا من إلا خالي البالي

                                            ما بين غمضة عين وانتباهتها

                                          يغير الله من حال إلى حال

هنا لابد أن تتيقن أن هناك من هو كفيل بتفريج الهموم والكرب سبحانه جلّ شأنه كلما لجأت اليه بصدق نية ويقين لاشك فيه ولا لبس حوله  وجدت كل الأبواب المغلقة مشرعة أمامك .. ما عليك ( أنت ) سوى أن تحسن اختيار الباب المناسب يكون جسرا امنا تسلكه عسى ان تنال المراد .. دمتم بخير …

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى